موريتانيا.. الوجهة والواجهة
خلال الأيام الماضية كانت بلادنا قبلة لبعض رؤساء دول المنطقة ومهد محادثات متعددة الأبعاد ومتنوعة الأهداف، تطرقت للبعد السياسي والاقتصادي والأمني.
ولا شك أن المتأمل لهذه الزيارات وتزامنها سيلحظ أنها لم تكن اعتباطية، بل كانت تشير بشيء من الوضوح “الموغل في الرمزية” إلى أن لدى قيادة بلادنا من الخبرة الناتجة عن القراءة المتأنية للوضع الإقليمي، وعندها من وسائل التحكم في مصير المنطقة ما يجعل منها مرجعا لا بد من الرجوع إليه من أجل أخذ المشورة، والصدور بثقة عن الرأي الذي تقترحه على زوارها.
لدى قيادة البلد ممثلة في فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني من الدراية التامة بأحوال المنطقة السياسية والاقتصادية والأمنية ما يجعل رأيه مصدر إعجاب وتقدير وثقة لدى قادة المنطقة، وذلك بصفته الخبير العارف والمطلع الواعي على ما يدور في الإقليم، وما يتعرض له من ضغوطات اجتماعية واضطرابات سياسية وعواصف أمنية من خلالها يمكن لمن يريد العبث بالمنطقة الولوج من خلاله.
قادة غامبيا والسنيغال والتوغو قاموا بزيارة شبه متزامنة وأجروا مباحثات معمقة مع قيادة البلد حول القضايا التي يرون أن الرأي الموريتاني فيها سديد، وكلمته فيها نافذة، وفعله على أديمها محمود، ولم يكن أمامهم من خيار إلا أخذ الموقف الموريتاني بقوة، والعض عليه بالنواجذ، باعتباره هو الأصوب والأكثر قدرة وفاعلية واستدامة.
نال كل من ضيوف موريتانيا مبتغاه، وحصل على غايته، وحقق أهدافه من الزيارة، وغادر بعد أن قامت بلادنا اتجاهه بواجب الاستقبال الكبير والحفاوة اللائقة التي كانت ولا تزال بلادنا موطنا لهما.
محمد محفوظ المختار- كاتب صحفي