محمد المختار ولد انديله جسر الفضيلة

محمد المختار ولد انديله جسر الفضيلة الذهبي
————

لا يمكن لغصن صغير من شجرة فرعاء إلا الامتنان و الشعور بفخر الانتماء لجذوعها المهيبة و جذورها الضاربة في كبد الثبات والتأصل، كذلك حالي مع الوالد اللواء محمد المختار انديله ، ذلك العنوان الأبدي لكل مكارم الأخلاق و الشعار الأزلي لكل قيم الوطنية و البصمة السرمدية لمجمل معاني الأبهة و الأنفة و العظمة.

فقد ترعرعت في كنف استقامته و خلدت ذاكرتي في بداية إرهاصات تشكلها ملامح تدينه و نزعة إنسانيته ورسوخ مدنيته، وإخلاص انطباطه، و دفئ أبوته التي شمل بها الوطن و المواطن قبل أبنائه و أقرب أفراد عائلته.. إنه بحق جسر ذهبي ربط التكوين البشري الناقص بطبيعته و القاصر في عاداته بعوالم السمو والملائكية و المثالية، فصار تجسيدا خارقا لدمج القيم المحسوسة بالمعاني الملموسة، في لوحة فتوة لم تبدعها ريشة فنان قبله.
فانعم أيها المجتاز بنجاح لحواجز التألق و المتفوق بتميز في اختبارات الحياة، بتكريم التقاعد من عسكرية لم تخلع بزتها منذ أربعة عقود، ظل جسمك خلالها رهن التفاني في الخدمة، وعقلك أسير خوذة الإنضباط و الإخلاص، فلم يغزك ظلام التمصلح و لا ظلال النفعية، فبقيت كما ربيتنا نقيا ناصعا تضمحل أطياف الشبهة على حدود سيرتك، وتنتحر شياطين الريبة على أسوار سجلك، و سنبقى أوفياء لكل بذور الالتزام و الشموخ و الصفاء و الوطنية التي زرعت داخل أنفسنا، تأسيا بحسن أثرك و خلود اسمك و بهاء تاريخك.

ومازالت نصيحتك المقتضبة البليغة الصادقة تقفز إلى ذهني كلما أمسكت القلم لأكتب وصفة طبية أثناء عملي، عندما استدعيتني بمناسبة اكتتابي في الوظيفة العمومية و أشهرت قلمك في وجهي كسيف تحذيري و قلت لي بهدوء: عندما تكتب وصفة طبية في مكتبك بهذا القلم وتضعه في جيبك ثم تخرج فتأكد أنك سرقت من المال العام و اختلست من الميزانية العامة للدولة وخنت الأمانة وحنثت باليمين و نكثت بالعهد فاحذر يا ولدي أن تستسهل الصغائر فتبتلعك الكبائر.
وفي الأخير لسان الواقع و التاريخ و المجد والذاكرة ينشد:

حد امرترت ماه اعل عار@@ ماكط  اتلنْدَ وبلا ذم
ذاك الا محمد المختار@@ ولد انديله، مافيها خم!

الدكتور دافا ابيش

زر الذهاب إلى الأعلى