جهود حثيثة لمواجهة هذا الوباء الجديد والقاتل “تفاصيل”
تسابق السلطات في غينيا وكوت ديفوار الزمن لمحاصرة فيروس «إيبولا» القاتل، بعد ظهور إصابة بالفيروس في كوت ديفوار لدى سيدة قادمة من غينيا، ما أثار الرعب في البلدين الواقعين في غرب أفريقيا، وخاصة غينيا التي سبق أن ضربها وباء «إيبولا» قبل سنوات وخلف مئات القتلى.
السلطات الصحية في غينيا أعلنت، أمس الخميس، أنها عثرت على 58 شخصا من مخالطي السيدة المصابة بالفيروس، وقال المدير الجهوي للصحة في منطقة (لابي) الواقعة إلى الشمال الشرقي العاصمة كوناكري،: «وضعنا 58 شخصا تحت الرقابة الصحية، بعد مخالطتهم للمصابة التي اكتشفت حالتها في أبيدجان».
وأضاف المسؤول الصحي أن المخالطين «لا يظهرون أي أعراض حتى الآن».
وباء وسط الجائحة !
السلطات الغينية اضطرت إلى وضع المخالطين تحت المراقبة القضائية في منازلهم، وبررت ذلك بأن المستشفيات مكتظة بالمصابين بفيروس «كورونا» المستجد.
ويثير هذا الوضع مخاوف السلطات الصحية من ظهمر بؤر جديدة لوباء «إيبولا» فيما تشهد البلاد موجة جديدة من جائحة فيروس «كورونا» المستجد.
تشير التحقيقات الأولية التي قامت بها السلطات الغينية إلى أن السيدة المصابة بفيروس «إيبولا» قدمت إلى (أبيدجان) من مدينة (لابي)، قاطعة مسافة تزيد على 1500 كلم عبر سيارات نقل مختلط.
وأكدت السلطات الغينية أن 68 راكبًا كانوا يسافرون مع السيدة المصابة، وصل إلى أبيدجان منهم 33 مسافرا، وتوقف آخرون في مناطق متفرقة من غينيا وكوت ديفوار.
واستمرت الرحلة خمسة أيام، غيرت فيها المصابة الحافلة مرتين، ولكن الأعراض لم تظهر عليها إلا بعد وصولها إلى حي «كوكودي» في مدينة أبيدجان، أكبر مدن كوت ديفوار وعاصمتها الاقتصادية.
وتخوض سلطات البلدين سباقا مع الزمن للوصول إلى هؤلاء المسافرين، فيما كان أول المعزولين سائقو الحافلات ومساعديهم.
سلاح اللقاح
وزير الصحة الإيفواري أعلن في مؤتمر صحفي أن المصابة تخضع للرعاية الصحية في مركز معالجة الأوبئة بمستشفى (treichville)، مشيرا إلى أن وضعها الصحي مستقر وهي تستجيب للعلاج.
كما أطلق الوزير، مساء الأحد الماضي، حملة لتلقيح خمسة آلاف مواطن ضد فيروس «إيبولا»، في إطار دفعة أولى سيكون من ضمنها كل مخالطي السيدة المصابة بالفيروس.
واستلمت كوت ديفوار دفعة من 5000 لقاح مضاد لفيروس «إيبولا» مقدمة من غينيا بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، في إطار محاولة تفادي تفشي الفيروس القاتل في البلاد.
ودخلت الحكومة الإيفوارية فيما يشبه حالة استنفار، منذ ظهور إيبولا في البلاد، وعقدت سلسلة اجتماعات لمتابعة الوضع الصحي في البلاد، وقررت اتخاذ جملة من التدابير الاحترازية، في مقدمتها تفعيل نظام مراقبة فيروس «إيبولا».
كما قررت الحكومة الإيفوارية «تكثيف التعاون» مع غينيا المجاورة وإغلاق الحدود معها ومراقبتها لمواجهة الفيروس الذي يثير المخاوف في كوت ديفوار، خاصة وأن هذه أول إصابة بالفيروس في البلاد منذ 1994، رغم انتشاره عام 2013 و2014 في غينيا وليبيريا المجاورتين.
قلق إقليمي
منظمة الصحة العالمية أعلنت في شهر مايو الماضي، القضاء على «إيبولا» في غينيا، بعد ظهوره يناير الماضي جنوب شرقي البلاد، ولكنها أعلنت أمس أنها «قلقة جدا من ظهور إيبولا في أبيدجان بكوت ديفوار».
لكن السلطات الغينية أكثر قلقا خصوصا بعد إعلانها اختفاء الفيروس من البلاد، وذلك خشية تكرار سيناريو الكونغو الديموقراطية التي أعلنت على مرتين النصر على الفيروس، ليعاود الظهور مرة أخرى.
وبدأت دول أفريقية أخرى برامجها الوطنية لمكافحة «إيبولا» منها الغابون، بينما تستعد السنغال لتقييم الوضع في المنطقة.