مواقف الرفض الإيجابية
تصريح المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية، إيزابيل رودريغيز، والمتضمن رفض موريتانيا استقبال 168 من المهاجرين السنغاليين الذين اعترضتهم سفينة تابعة للبحرية الاسبانية والذي جاء ضمن مؤتمر صحفي عقدته تلك المتحدثة أمس الثلاثاء في العاصمة الإسبانية مدريد يعكس موقفا صارما لدى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني يراعي الأبعاد الأمنية وطنيا وإقليميا ويعلي من شأن المصالح العليا للبلد اجتماعيا واقتصاديا..
المتأمل المتبصر سيلحظ أن هذا الموقف ليس نشازا بل جاء ترسيخا لسياسة النأي بالنفس عن الأزمات الإقليمية التي عصفت ولا زالت تصعف بالمنطقة… ثم إن إصرار قيادة البلد على رفض الإسهام في تشديد العقوبات على الجارة الشرقية مالي جراء الأحداث التي عصفت بها مع نهاية عام 2021.. وبداية العام الموالي في جو يملأه التحريض على قادة تلك الأحداث يعزز ما ذهبنا إليه.. فموقف قيادة البلد حينها القاضي برفض موريتانيا لسياسة محاصرة و تجويع الشعب المالي كان حازما إذ قرر فخامة الرئيس حينها مواصلة مساعدة الإخوة في مالي باستمرار فتح الحدود وتدفق البضائع باتجاههم ومد يد العون بما تيسر من وسائل أخرى تعينهم على مواجهة عوادي الزمن.
ثم جاءت أحداث النيجر خلال الأسابيع الماضية لتعزز الموقف الإيجابي لبلادنا من الأزمات التي أثرت بشكل سلبي على أمن بلدان واستقرار مجتمعات كانت إلى الأمس ترفل في أمن ودعة.
مرد هذه المواقف أن قيادة البلد تريد أن تجعل بلادنا في منأى عن الحساسيات الدولية والصراعات الاقليمية وأن تحفظ للوطن أمنه وللمواطن سكينته، وذلك من خلال قناعة راسخة مفادها أن تجنب حقل الألغام في الاقليم الذي توجد فيه بلادنا أولوية قصوى، وأن مواقف البلد من الاضطرابات المتفاقمة يجب أن لا يقودها التهور ولا تغذيها نوازع حب الذات وحظوظ النفس.
محمد محفوظ المختار – كاتب صحفي