اكتشاف محير …. يقلق الباحثين “تفاصيل”
تظهر الأبحاث، أن النسخ الجديدة من فيروس كورونا، يمكن أن تصيب الحيوانات، وكان الاكتشاف الأحدث، هو تمكن هذه النسخ الجديدة من إصابة الفئران، وهو تطور قد يعقد جهود كبح الانتشار العالمي للفيروس.
ووثق الأطباء في دراستين أميركية وبريطانية نشرهما موقع ما قبل نشر الأبحاث (biorxiv)، إصابة الكلاب والقطط بالنسخة البريطانية من الفيروس (B.1.1.7)، لكن الدراسة الجديدة لمعهد باستور في باريس، تشير إلى أن النسخ (B.1.351) و(P.1) المثيرة للقلق، والتي تم تحديدها لأول مرة في جنوب إفريقيا والبرازيل، يمكن أن تصيب الفئران، مما يمنح الفيروس مضيفًا جديدًا محتملاً، بحسب ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط”.
ولا يمكن للإصدارات القديمة من الفيروس أن تصيب الفئران لأنها لم تكن قادرة على الارتباط بالمستقبلات الموجودة في خلاياها، لكن الأمر أصبح ممكنا مع هذه النسخ الجديدة، التي تم اختبار قدرتها على إصابة الفئران معمليا، ونشرت النتائج منذ أيام.
ورغم أن الأمر يمكن أن يكون له بعد إيجابي، لأنه سيساعد العلماء على إجراء التجارب على الفئران بسهولة أكبر، إلا أن فكرة تمكن الفيروس من طرق أكثر ومختلفة للانتشار ليست بالخبر الجيد.
ومع النسخ القديمة من الفيروس، كان يتعين على العلماء إذا أرادوا إجراء تجربة مع الفئران، استخدام سلالة خاصة من الفئران تم تربيتها لنقل مستقبلات ACE2 البشرية على خلايا رئتها، أما الآن بعد أن أصبحت الفئران مصابة بشكل طبيعي، فإن أي سلالة يمكن استخدامها في التجارب، مما يجعل التجارب أقل تكلفة وتستغرق وقتًا أقل.
تقول مونتاجوتيلي كزافييه، من مختبر جينات الفئران في معهد “باستور”، والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره موقع “ميدسكيب”: “رغم الميزة التي تخدم الأبحاث، إلا أن وجود حيوان آخر يمكن أن يصيبه الفيروس أمر يدعو للقلق، لأنه بمجرد أن يثبت الفيروس نفسه بين مجموعة من الحيوانات، فإنه يستمر في الانتشار والتغير، وقد ينتقل في النهاية إلى البشر مره أخرى بشكل جديد”.
وحتى الآن فإن انتقال الفيروس إلى الحيوانات الأليفة مثل الكلاب والقطط يتم من خلال عدوى تم التقاطها من البشر المخالطين، ولم يتم تسجيل عدوى بشرية مصدرها الكلاب والقطط، والحيوان الوحيد الذي تم تسجيل إمكانية التقاطه الفيروس وإعادته للبشر، هو حيوان المنك المستزرع، وقام باحثون أميركيون أيضا بتوثيق الأجسام المضادة للفيروس في المنك الهارب الذي يعيش بالقرب من مزارع المنك في ولاية يوتا، ما يشير إلى أن الفيروس لديه القدرة على الانتقال إلى التجمعات البرية.
ويشير انتقال الفيروس إلى الفئران إلى أن فيروس كورونا، يمكن أن يثبت نفسه في مجموعة من الحيوانات البرية التي تعيش بالقرب من البشر.
وتقول مونتاجوتيلي أنه “في هذه المرحلة، ليس لدينا دليل على إصابة الفئران البرية بالعدوى، إصابتها بالعدوى من البشر، لكن النتائج التي توصلنا إليها تؤكد الحاجة إلى اختبار الحيوانات بانتظام بحثًا عن علامات العدوى وتحديث هذه الجهود مع ظهور المزيد من النسخ الجديدة للفيروس”.
وتؤكد سارة هامر، عالمة الأوبئة في كلية الطب البيطري والعلوم الطبية الحيوية بجامعة تكساس، على أهمية الدراسات التي تُجرى على الحيوانات لفيروس كورونا المستجد ومتغيراته الناشئة، واصفه هذا الجهد بأنه أمر عاجل.
وتضيف في تقرير موقع “ميدسكيب”: “أكثر من 70% من الأمراض الناشئة التي تصيب البشر ترجع أصولها إلى مجموعات الحيوانات، إذا كنا نركز فقط على دراسة المرض كما يظهر في البشر وتجاهل المكان الذي تنتقل فيه مسببات الأمراض أو تنتشر لسنوات، فقد نفقد القدرة على اكتشاف الظهور المبكر، وبالتالي نفقد السيطرة على المرض”.